بعد مرور ساعات قليلة من انتشار خبر وفاة الشاب "خالد محمد سعيد" الذي قاما مخبران من قسم سيدي جابر بالإسكندرية بالاعتداء عليه بالضرب المبرح أثناء تواجده في أحد مقاهي الإنترنت في منطقة كليوباترا، تجمع عشرات الأفراد من الشباب ونشطاء الإنترنت السكندريين من مختلف القوي والتيارات السياسية في مظاهرة مساء أمس الخميس الموافق 10 يونيو 2010 أمام قسم شرطة سيدي جابر، بهدف إعلان تضامنهم الكامل مع أسرة شهيد الطوارئ ضد مرتكبي هذه الجريمة غير الإنسانية، مؤكدين أن مثل هذه الجرائم لا يمكن حدوثها في أي بلد ديمقراطي تحترم فيه كرامة وإنسانية المواطن، كما طالبوا بضرورة معروفة اسماء مرتكبي هذه الجريمة من المخبرين وضباط القسم، تمهيداً لتقديمهم إلي محاكمة عادلة تنفذ حق القصاص العادل ضدهم، بالإضافة إلي تقديم كل من حاول التستر علي هذه الجريمة من المسئولين وقيادات جهاز الشرطة وعلي رأسهم مأمور قسم سيدي جابر ومدير أمن الإسكندرية إلي المحاكمة.
وفي تمام الساعة الثانية عشر مساءًا، خرجت قوة من المخبرين والضباط علي هؤلاء الشباب الذين لم يتجاوز عددهم السبعين شاب وشابة علي الرصيف المقابل لمبني القسم، مستخدمين مجموعة من الكلاب البوليسية لتفريق الشباب وترهيب المارة من التعاطف معهم، وبعد ذلك تم ضرب وسحل عشرة أفراد من هولاء الشباب بينهم ثلاثة شابات في قارعة الطريق العام، وهم: (حسين مصطفي عبد الفتاح- خالد محمد رفيق- محمود الهادي- ماهينور المصري- أحمد جابر- إيمان إبراهيم- إسلام العبيسي- مهدي محمد- أحمد يوسف- وفيق عامر-أحمد رمضان- بنت خالت الشاب "خالد سعيد"). هذا وقد أكد البيان الصادر عن مركز "نصار للقانون والمحاماه وحقوق الإنسان" بشأن ظروف وملابسات مقتل الشاب خالد سعيد بالإسكندرية خروج عدد من الشباب المتضامنين من القسم مباشرة في تمام الساعة 2:15 صباحاً، وأن ثمانية منهم مازلوا محتجزين ولم يتم إخلاء سبيلهم حتي الآن، وأنهم سيعرضون علي نيابة سيدي جابر المسائية اليوم بتهمة التجمهر والتظاهر.
وفي نفس السياق، قامت حركة 6 إبريل وبعض النشطاء من شباب حزب الغد بالتعاون مع مجموعات تضامنية متعددة ومتزايدة علي موقع "الفيس بوك" من أجل الدعوة إلي تنظيم وقفة احتجاجية كبري أمام وزارة الداخلية في ميدان لاظوغلي يوم الأحد القادم الساعة 5 مساءاً، بهدف إعلان الاحتجاج علي واقعة التعذيب التي أفضت إلي مقتل الشاب "خالد سعيد" شهيد الطوارئ بمدينة الإسكندرية، وقد طالب القائمون علي هذه الدعوة الإلكترونية بضرورة محاسبة كل المسئولين عن واقعة سيدي جابر من الضباط والمخبرين، بالإضافة إلي محاسبة وإقالة وزير الداخلية "حبيب العادلي" باعتباره المسئول الأول عن كل جرائم التعذيب والقتل التي تحدث داخل مختلف أقسام الشرطة، وهو الأمر الذي أدي إلي اختصار معني وقيمة العدل في عهده علي التواجد اللفظي في اسمه فقط.
وعلي صعيد آخر، قام كل من مصطفي النجار(صاحب مدونة حرية) وإسماعيل الإسكندراني(صاحب مدونة إسكندراني) بتدشين مجموعة إلكترونية علي موقع الفيس بوك تحمل اسم "صلاة الغائب علي روح الشهيد خالد"، يدعون فيها كل المواطنين الشرفاء ونشطاء الإنترنت الأحرار من مختلف محافظات مصر بالمشاركة في أداء صلاة الغائب علي روح شهيد الطوارئ، وذلك يوم السبت القادم بعد صلاة الظهر في مسجد "سيدي جابر"، مؤكدين أن هذه الوقفة الاحتجاجية سوف تكون أمام المسجد بعد الصلاة مباشرة وأن حضورها عام لكل المصريين من المسلمين والمسيحيين علي حد سواء، وأنها ستكون بمشاركة مجموعة كبيرة من شباب مختلف القوي الوطنية وبعض الرموز السياسية ونواب البرلمان، بالإضافة إلي حضور عدد كبير من أهل وجيران الشاب الشهيد بمنطقة كليوباترا التي شهدت أحداث جريمة التعذيب والقتل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق