كشف التقرير الاول الذى اعدتة الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية وجمعية نظرة للدراسات النسوية عن مراقبة انتخابات مجلس الشعب 2010 ، والذي شمل تحليل عن المناخ السياسي والثقافي والأقتصادي و الأجتماعي، و البنية التشريعية التي ستجرى الأنتخابات التشريعية 2010 في ظلهم، كما شمل التقرير أعمال المراقبة الميدانية عن أعمال المجمع الأنتخابي للحزب الوطني و عن أعمال الدعاية الرمادية، و هي الدعاية التي بدأها المرشحين قبل أعلان اللجنة العليا عن أعمال الدعاية. وكان أبرز ما ورد في التقرير الأول، وجود صراع ضخم داخل الحزب الوطنى من اجل الترشيح للانتخابات القادمة لافتا الى ان غالبية اعضاء الحزب من المتقدمين للمجمع يعتبرون ان حصولهم على تزكية الحزب بمثابة اعلان مبكر عن فوز العضو بانتخابات المجلس التشريعى وتسبب هذا الصراع المحتدم داخل المجمع الانتخابى للحزب الوطنى عن سقوط قتيلا فى كلا من فى دائرة نبروة محافظة الدقهلية وفى دائرة المناخ بمحافظة بورسعيد بالاضافة الى عدد لابأس به من الجرحى.
ورصد المراقبون قيام المرشحين من كل الاحزاب بالدعاية الانتخابية لهم دون انتظار صدور لقرار الجمهورى بتحديد مواعيد الانتخابات و فتح باب الترشيح، ضاربين بتحذير اللجنة العليا للانتخابات من ممارسة اعمال الدعاية قبل فتح باب الترشيح عرض الحائط. كما كشف المراقبين فى العديد من الدوائر الساخنة عن استغلال الوزراء لمناصبهم حيث قام سيد مشعل وزير الانتاج الحربى بعقد عدة مؤتمرات انتخابية فى مصانع الانتاج الحربى واستخدام رؤساء مجالس ادارات المصانع وكبار العاملين فى الوزارة فى اعمال الدعاية،كما استغل السيد وزير الرى منصبه ووعد ناخبى دائرة جهينة محافظة سوهاج التى تقدم للترشح عنها بمشروعات لتحسين الخدمات فى الدائرة بتكلفة 60 مليون جنيه تشارك فيها اكثر من جهة على راسها وزارة الرى بالاضافة للتنمية المحلية والصندوق الاجتماعى والنقل، بينما استغل مرشحى جماعة الاخوان المسلمين مناسبة عيد الفطر المبارك فى ممارسة اعمال الدعاية حيث قاموا بتوزيع هدايا عينية للناخين فى دوائر محافظة الاسكندرية ورحلات حج وعمرة والطريف ان ماكينة دعاية الاخوان ادعت ان مواطن قبطى فاز برحلة عمرة وتنازل لاشقائه المسلمين عنها، كما غلبت على دعاية كل المرشحين استخدام الشعارات والرموز الدينية الاسلامية والمسيحية .
ويرصد التقرير وجود صراع كبير داخل الحزب الوطنى بين الحرس القديم والجديد والسبب فيه المجمع الانتخابى للحزب حيث صدرت تصريحات عن كوادر الحزب فى المحافظات والامانات هددت فيها بأنها سوف تخوض المعركة حتى لو لم تنل تأييد الحزب وذلك على خلفية تبرعها باموال ضخمة فى معارك الحزب الانتخابية لوجود مشروعات اقتصادية خاصة لتلك الكوادر تريد حمايتها بالحصانة التى تمنحها عضوية البرلمان والتى اصبح سبيلها الوحيد بعد الغاء الاشراف القضائى على الإنتخابات هو دعم الحزب الحاكم ، لافتا الى ان نتائج المجمع الانتخابى فى الانتخابات السابقة افرزت عن ظهور نواب القمار ونواب الاتجار بالعلاج على نفقة الدولة ونواب اطلاق الرصاص على المتظاهرين.
واشار التقرير الى انفراد التشريعات المنظمة للانتخابات فى مصر بحالة فريدة واستثنائية حيث تتعدد القوانين التى تنظم الانتخابات الواحدة وتتناقض فيما بينها فيتفرق تنظيمها بين اكثر من قانون ، وتتعدد الجهات المشرفة المسئولة عن ادارة العملية الانتخابية الواحدة كما تمنح القوانين المنظمة للانتخابات المصرية لجهات الادارة التابعة للسلطة التنفيذية سلطة واسعة فى ادارة العملية الانتخابية و إصدار قرارت لها قوة القانون دون العرض على المجلس التشريعى أو استشارة اللجنة العليا للانتخابات ، حيث أصدر السيد وزير الداخلية القرار 1340لسنة 2010 وضع فيه قواعد لتقديم مستندات الترشيح على نموذج استحدثه السيد وزير الداخلية (046 ش) وألزم فيه المرشح بتقديم اثبات شخصية والد المرشح للتاكد من كونه من اب مصرى، كما نظم القرار طريقة تقديم المرشح اوراق ترشيحه عن طريق وكيل واعطى سيادته لمديرالأمن بكل محافظة سلطة واسعة فى اتخاذ قرار صحة هذا التوكيل ، وشكل القرار اللجان العامة والفرعية وحدد اختصاصتهم وطريقة عملهم فى اليوم اللانتخابى ، والمدهش ان تلك القرارات صدرت فى جريدة الوقائع دون اعلام المواطنين بها بالنشر فى الصحف الرسمية .
وحذر التقرير من تأثر الانتخابات بتصاعد النبرة الطائفية فى مصر خلال الفترة الاخيرة مؤكدا ان وجود ثقافة التعصب وسيطرتها على المجتمع تنبيء بتفتيت الاصوات بين المسلمين والمسيحين فالمسلمين لا يصوتون إلا للمسلمين فقط والمسيحيين كذلك لا يصوتون إلا للمرشحين المسيحيين وبذلك تكون الانتخابات على اساس طائفى وليس على اساس البرامج الانتخابية للمرشحين .
وللإطلاع على التقرير كاملا برجاء الضغط على الرابط التالي:
http://www.mosharka.org/pdf/MPs%20election%201st%20report%20Final.pdf